رئيس مليلية يُطالب مدريد بالاحتجاج على المغرب بسبب إدراج الأخير لمليلية وسبتة في خرائطه الرسمية
وجّه رئيس مليلية المحتلة المنتمي للحزب الشعبي (PP)، خوان خوسي إمبرودا، مطلبا للحكومة الإسبانية في مدريد، من أجل تقديم احتجاج رسمي للمغرب، بسبب ما قال إمبرودا، قيام الرباط بإدراج مدينتي مليلية وسبتة داخل الحدود الجغرافية للمغرب في الخرائط الرسمية للمملكة.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن إمبرودا قال عبر صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بأن الخرائط الرسمية للمملكة المغربية التي تندرج فيها سبتة ومليلية توجد حتى في السفارة المغربية في مدريد، حيث تتولى كريمة بنيعيش منصب سفير الرباط لدى مدريد، وهو ما يُعتبر حسب وصف إمبرودا بـ"العدوان" المغربي على إسبانيا وتاريخها.
ولتبرير مطلبه والتأكيد على "إسبانية سبتة ومليلية"، قال إمبرودا إن الوجود الإسباني فيهما يعود إلى أكثر من 5 قرون، قبل استقلال المملكة المغربية في خمسينيات القرن الماضي، وهو ادعاء يُكرره الكثير من الإسبان الذين يجهلون التاريخ المغربي الذي يعود إلى أكثر من 12 قرنا، وكانت سبتة ومليلية دائما جزءا من الدول المغربية المتعاقبة.
هذا، ولا يُتوقع أن تقوم الحكومة الانتقالية الإسبانية في مدريد بأي خطوة في هذا المجال في الفترة الحالية، في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة منذ انتخابات 23 يوليوز، كما أن هذه القضية لا تُعتبر جديدة، حيث سبق أن احتجت العديد من الأطراف الإسبانية في السنوات الماضية على الخرائط التي يقدمها المغرب بشكل رسمي والتي لا يضع فيها خطوطا تفصل سبتة ومليلية عن الأراضي المغربية.
وعلى المستوى الرسمي، فإن الرباط لا تعترف بسيادة إسبانيا على المدينتين السليبتين، وتعتبرهما أراض مغربية محتلة من طرف إسبانيا، وسيأتي اليوم الذي سيتم فيه فتح ملف المدينتين من أجل مناقشة خروج إسبانيا منهما وعودتهما إلى حوزة المملكة المغربية.
وفي نفس السياق، تجدر الإشارة إلى أن "مرصد سبتة ومليلية" الإسباني كان قد تقدم في يونيو الماضي بشكوى رسمية إلى شركة "غوغل" الأمريكية عبر فرعها في إسبانيا، بشأن الخطوط المتقطعة التي يُحدد بها تطبيق الخرائط "Google Map" الحدود الجغرافية لمدينتي سبتة ومليلية، وهي الخطوط التي تعني أن تلك المنطقتين متنازع عليهما بين إسبانيا والمغرب.
وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية، فإن رئيس المرصد، كرلوس اتشيبيريا، وجه رسالة تتضمن شكاية إلى مدير "غوغل" في إسبانيا، يُطالبه فيها بتصحيح "الخطأ" الذي يرتكبه تطبيق الخرائط التابع للشركة، والمتمثل في وضع خطوط متقطعة على حدود سبتة ومليلية وكأنهما مناطق متنازع عليهما، في حين أنه لا يوجد نزاع ذات صبغة دولية في المنطقتين حسب تعبير رئيس المرصد، وبالتالي هما أراض إسبانية.
وجاء ذلك التحرك من طرف المرصد المذكور، بعدما نشرت صحيفة "الإسبانيول" قبل ذلك تقريرا قالت فيه بأن شركة "غوغل" الأمريكية تضع خطوطا متقطعة على حدود مليلية وسبتة مع المغرب في الخرائط التي تنشرها عبر تطبيقها "Google Map"، مشيرة إلى أن "غوغل" تفعل ذلك بالنسبة للمناطق المتنازع عليها، مستغربة أن تُطبق ذلك على المدينتين اللتين تعتبر "أراض إسبانية غير متنازع عليها".
وأضافت الصحيفة الإسبانية المذكورة، أن "غوغل" تحاول إرضاء الطرف المغربي، وبالتالي تضع خطوطا متقطعة للإشارة إلى الحدود بين المغرب وسبتة ومليلية، في حين أن الحدود الإسبانية والبرتغالية مثلا، يفصلهما خط متصل يشير بوضوح إلى الحدود الجغرافية للبلدين، وهو ما لا تُطبقه الشركة الأمريكية على "المدينتين الإسبانيتين" حسب تعبيرها.
وأشارت "الإسبانيول" بأن "غوغل" في تعريفها للخط التي تقوم بها لتحديد المناطق الجغرافية لسبتة ومليلية، يعني بأنه لا يوجد لحد الآن اتفاق دولي نهائي يحدد لمن تنتمي سبتة ومليلية، مضيفة بأن "غوغل" تشير في تعريفها إلى المطالب المغربية بشأن المدينتين منذ استقلال المملكة المغربية في سنة 1956
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :